فرقة أحيدوس أسيف ن درا: إرث ينبض بالحياة وهوية متجددة

 فرقة أحيدوس أسيف ن درا: إرث ينبض بالحياة وهوية متجددة

في قلب منطقة زاكورة، تحتفي فرقة أحيدوس أسيف ن درا بفنٍ أمازيغي أصيل يعكس روح الأصالة والانفتاح الثقافي. هذه الفرقة ليست مجرد مجموعة فنية، بل هي أيقونة تمثل ارتباط سكان المنطقة بموروثهم الشعبي، حيث تسعى للحفاظ على فن أحيدوس ونقله إلى الأجيال القادمة.

نشأة الفرقة وتطورها

يعود تأسيس فرقة أحيدوس أسيف ن درا إلى رغبة أبناء المنطقة في الحفاظ على التراث المشترك للقبائل التي تنتمي إلى شجرة قبائل آيت عطا بدرعة. في الماضي، كانت كل قبيلة تمتلك فرقتها الخاصة، تعبر من خلالها عن ثقافتها وأفراحها. لكن مع تغير أنماط الحياة وزيادة الانفتاح بين القبائل، نشأت فكرة تأسيس فرقة موحدة تجمع شعراء وفناني مختلف القبائل.

جاء اختيار اسم "أسيف ن درا" ليعكس هذا التنوع والانتماء الجغرافي، حيث تعني كلمة "أسيف" الوادي، و"درا" الحي، مشيرة إلى إعادة الحياة لفن أحيدوس وسط تحديات العصر.

الهيكل الفني للفرقة

تتميز فرقة أحيدوس أسيف ن درا بتنظيمها الدقيق وتشكيلتها المميزة التي تجمع بين الرجال والنساء:

صف الرجال: يتكون من 11 عضوًا يقودهم "الرايس"، وهو قائد الفرقة الذي ينسق الحركات الجماعية ويتحكم في الإيقاع والتناغم بين الصفوف.

صف النساء: يضم من 6 إلى 8 نساء يشتركن في أداء الحركات والغناء بإحساس فني راقٍ يعكس جمال التراث الأمازيغي.

فن أحيدوس: رمز الأصالة

يُعد أحيدوس أحد أبرز الفنون الشعبية الأمازيغية، حيث يجمع بين الشعر، الغناء، والحركات الجماعية. يعتمد هذا الفن على التناسق بين الحركة والإيقاع، ويعبر عن قضايا اجتماعية وثقافية متنوعة، مثل الحب، الزراعة، والتحولات المجتمعية.

يقف المشاركون في صفوف متراصة أو متقابلة، يتبادلون الأهازيج بحركات متزامنة تتناغم مع إيقاعات الدفوف. يتميز هذا الفن بتفاعله الحي مع الجمهور، مما يجعله وسيلة للتواصل بين الأجيال وتعزيز الانتماء الجماعي.

الأزياء التقليدية: هوية بصرية للفرقة

تمثل أزياء فرقة أحيدوس جزءًا لا يتجزأ من عروضها، حيث تعكس روح الهوية الأمازيغية:

الرجال: يرتدون السروال القدرسي الأبيض والجوارب البيضاء، ما يعكس النقاء والبساطة.

النساء: يرتدين "السبينة" التقليدية التي تزين الرأس، بالإضافة إلى "احروي"، مما يبرز جمال المرأة الأمازيغية في أبهى صورها.

الدور الثقافي والاجتماعي

تلعب فرقة أحيدوس أسيف ن درا دورًا حيويًا في إحياء التراث الأمازيغي والحفاظ عليه في مواجهة تحديات العولمة. تشارك الفرقة بانتظام في المهرجانات المحلية والوطنية، كما تحيي المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والاحتفالات الموسمية.

من خلال هذه المشاركات، تسعى الفرقة إلى تعزيز قيم الانتماء والهوية الأمازيغية، ونقل هذا الفن إلى الأجيال القادمة لضمان استمراريته كجزء من الثقافة الوطنية.

تحديات واستمرارية

رغم الجهود المبذولة للحفاظ على فن أحيدوس، تواجه الفرقة تحديات عدة، أبرزها تأثير العولمة والتغيرات المجتمعية التي تؤثر على الاهتمام بالفنون التقليدية. ومع ذلك، فإن أعضاء فرقة أحيدوس أسيف ن درا يسعون بشغف وإصرار إلى تطوير عروضهم وتجديدها لتواكب العصر، مع الحفاظ على جوهرها الأصيل.

رسالة الفرقة وأهدافها المستقبلية

تسعى فرقة أحيدوس أسيف ن درا إلى ترسيخ قيم التراث الأمازيغي وتعزيز الهوية الثقافية في منطقة درعة وخارجها. من خلال عروضها، تقدم رسالة فنية وثقافية تدعو إلى الوحدة والتفاهم بين مختلف الأجيال القادمة 

للمزيد من التفاصيل، ندعوكم لزيارة صفحة الجمعية على مواقع التواصل الاجتماعي أو التواصل معهم عبر رئيس الجمعية على الرقم: 0687914829

معًا نحيي تراثنا ونحافظ على هويتنا الثقافية!

1. التعريف

تعرف جمعية "أحيدوس أسيف ن درا للتنمية الثقافية" بزاكورة بمكتب مسير مكون من أحد عشر عضواً: الرئيس ونائبه، الكاتب ونائبه، أمين المال ونائبه، والمستشارين. تهدف هذه الجمعية إلى خدمة الثقافة باعتبارها الركيزة الأساسية لقيمنا الوطنية والحضارية. وتُوجَّه الأنشطة الثقافية والتربوية والاجتماعية والتنموية إلى كافة عناصر المجتمع بدون استثناء، من أجل خلق جسر يضمن روح التكافؤ والتعاون لخدمة الصالح العام. وتسعى الجمعية إلى إحياء التراث المحلي "أحيدوس"، الذي يُعَدُّ المتنفس الوحيد للحفاظ على استمرار الشعر والشعراء.

2. التأسيس

تأسست جمعية "أحيدوس أسيف ن درا للتنمية الثقافية" يوم 16 نونبر 2023 وفق مقتضيات الظهير الشريف المؤرخ في 3 جمادى الأولى، كما وقع تتميمه وتعديله بمقتضى الظهير الشريف المؤرخ في ربيع الأول 1393 الموافق لـ 10 أبريل 1973، والظهير الشريف المؤرخ في 12 جمادى الأولى 1423 الموافق لـ 23 يوليوز 2002.

"تدعو الجمعية كافة أفراد المجتمع للانخراط والمساهمة في أنشطتها."

✍️ اترك تعليقاً تشجيعا للفرقة 👇👇👇