"اخبار ثقافية"

‏إظهار الرسائل ذات التسميات اخبار ثقافية. إظهار كافة الرسائل

بقلم ذ . أحمد وقادير 

شهدت العديد من المدن والمناطق المغربية مؤخرًا تفشي ظاهرة تخريب الممتلكات العامة، حيث يتم استهداف المدارس، الملاعب، علامات التشوير الطرقي، والحدائق. هذا السلوك غير المسؤول يضر بالمجتمع ككل، إذ تتحمل الدولة عبر المجالس المنتخبة والمصالح الخارجية كلفة إصلاح ما يتم تدميره، وهو ما يمثل استنزافًا لموارد مالية كان يمكن استغلالها في مشاريع تنموية أخرى.

أسباب الظاهرة

تعود هذه الظاهرة إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها ضعف الوعي والجهل بأهمية المرافق و الممتلكات العامة، حيث يعتقد بعض الأفراد أنها لا تخصهم، فيتصرفون تجاهها بعدوانية. كما أن الرغبة في الانتقام من الأوضاع الاجتماعية تجعل البعض يلجأ إلى التخريب كطريقة للتعبير عن الغضب، خاصة في المناطق التي تعاني من ضعف التنمية. إضافة إلى ذلك، يؤدي خلل التربية والتأطير الأسري إلى غياب الإحساس بالمسؤولية، بينما يلعب التقليد الأعمى والتأثير السلبي للأقران دورًا في انتشار هذه التصرفات بين الشباب. وأخيرًا، هناك من يرى فعل التخريب شكلا من أشكال الاحتجاج، دون أن يعي بأن ذلك يضر بالمجتمع بأسره.

المرافق والتجيهيزات العامة مسؤوليتنا جميعًا

يجب أن يدرك الجميع أن هذه التجهيزات ليست ملكًا للدولة فقط، بل هي ملك لكل فرد في المجتمع، وتم إنجازها من أموال دافعي الضرائب أنفسهم. وعندما يتم تخريب سور مدرسة مثلا أو ملعب، فإن ذلك يعني أن الأطفال سيحرمون من بيئة تعليمية ورياضية مناسبة، وعندما تُدمر علامات التشوير الطرقي، فإن ذلك قد يتسبب في حوادث سير خطيرة لا قدر الله.

في مناطق عدة من مغربنا، زاكورة على سبيل المثال، ليست مستثناة من هذا السلوك، بالرغم من الجهود التنموية لتحسين وضعية البنية التحتية ، يؤدي التخريب إلى هدر الموارد وتأجيل تنفيذ مشاريع أخرى كان من الممكن أن تعود بالنفع على السكان وتنفذ في آجال قريبة

بعض الحلول الممكنة

لمواجهة هذه الآفة، لا بد من تضافر جهود الجميع، بدءًا من التوعية الأسرية والتربية الوالدية، حيث يجب تعزيز دور المدرسة والأسرة في غرس قيم المواطنة واحترام التجهيزات العامة، مرورًا بـ تفعيل القوانين الزجرية ومعاقبة المخربين وردع الافعال التخريبية، وصولًا إلى توفير بدائل إيجابية للشباب عبر خلق فضاءات رياضية وثقافية تمنحهم فضاءات وفرصا للتعبير عن أنفسهم بطريقة سليمة. كما يمكن للمجتمع المدني أن يلعب دورًا رياديا في تنظيم حملات تحسيسية، فيما يبقى دور الأسرة محوريًا في توجيه الأبناء نحو السلوك المدني الإيجابي والمسؤول.

وختاما، التخريب ليس احتجاجًا ولا وسيلة تعبير، بل هو تصرف يضر بالمجتمع كله. التنمية المستدامة تبدأ بالمحافظة على ما نملكه الآن، والعمل على تطويره عوض تدميره. وإذا أردنا مستقبلًا زاهرا لمناطقنا، فعلينا أن نربي في أجيالنا القادمة قيم المسؤولية والاحترام، لأن حماية الممتلكات العامة مسؤولية الجميع..

tlaloualikhbarya.com


"الأعراس الجماعية في تلاكلو: إرث ثقافي يتحدى الزمن ويجمع القلوب بعد عيد الأضحى"

تعتبر الأعراس الجماعية من التقاليد والعادات العريقة بقلعة تلاكلو، حيث تعد جزءا مهما من الهوية الثقافية والاجتماعية للساكنة في مناسبة تتكرر كل سنة بعد عيد الأضحى، ولمدة عشرة أيام تستمر حفلات الزواج الجماعي هذا في مشهد مفعم بالبهجة والسرور ومليء بالرقصات والأكلات المحلية وعادات مميزة لا تترك أدنى التفاصيل لتمر. هذه المناسبة في جو من الإخاء وهي مناسبة كذلك للقاء والتواصل مع العائلات القادمة من المدن وخارج أرض الوطن. تبدأ التحضيرات عندما يعلن أحد الآباء عن استعداد إبنه  للزواج بعد عيد الفطر، ليتم دعوة الراغبين في الزواج إلى دار القبيلة  وهي مركز الحكم المحلي بتلاكلو للشروع في التحضيرات، تجمع العائلات لتحديد تفاصيل الزواج الجماعي، ويتم الاتفاق على الموعد الذي يكون عادة بين عشرة إلى خمسة عشر يوما بعد عيد الأضحى

 تتميز هذه الأعراس بعدة خصائص على المستوى التنظيمي والثقافي والإجتماعي، بحيث تقف القبيلة على تنظيمها وفق عدة قوانين تنظيمية وأعراف محلية تهدف إلى المساواة بين مختلف الأزواج في خدمة الضيوف واستضافتهم والتنسيق بين ذوويهم لتمر الأعراس في أحسن الظروف، وبعد ثلاثة أيام من عيد الأضحى، يتم حصر عدد الأزواج المقبلين على الزواج، فيتم تقسيم السكان بينهم بالتساوي في مشهد يكرس المساواة والأخوة، فيأخذ كل زوج نصيبه من المدعويين ويتكلف أقرباءه بخدمتهم طوال مدة الحفل، وأحيانا يتم تدوير الضيوف بين مختلف الأزواج حيث يستضيف العريس نصيبه من الضيوف ليوم كامل وفي الغد يستضيف ضيوفا آخرين كانوا مع عرييس آخر إلى أن ينتهوا عند آخر عريس ليكون النصيب الواحد من الضيوف قد مر على مجمل عرسان الموسم، وهي ظاهرة أجزم أنها توجد فقط في قلعة تلاكلو.


يبدأ اليوم الأول من الأعراس بعادة تدعى "إفيف" وهي قيام مجموعة من النسوة من عائلات الأزواج بغربلة الدقيق في منزل العريس صباحا وفي المساء تبتدأ أولى العادات الرسمية للزواج المساة " تيتي الحنا" او ما يمكن ترجمته بضرب الحناء وتكون في منزل الزوج بعد العصر وتقوم خلالها أم العريس بوضع قليل من الحناء على عروسة ابنها ويلتف حولها نساء وفتيات من كلا عائلتي العريس والعروس يرددون ألحانا محلية يتمنين فيها للعريسين حياة سعيدة ويدعون له بالرفاه والبنين وتقف العازبات خلف العروس متمنيات لنفوسهن اجتياز المشهد في العام المقبل. تتكرر هذه العملية في كل منازل العرسان وتستمر تقريبا إلى غاية صلاة المغرب وتتخللها أصوات المفرقعات النارية التي تعتبر بمثابة إعلان عن الزواج ويطلقها عادة "أسناي" وهو وزير العريس طوال مدة العرس وقد يكون برفقته بعض من أصدقاء العريس المقربين. وفي اليوم الثاني تبدأ عادة "أسراس" وهي الحطان بالمصطلح الدارج، لكن هناك اختلاف كبير بين مختلف المناطق في هذه العملية/ العادة، حيث بخلاف المناطق المغربية التي تعتمد على النقود وجمعها للعريس، فإن سكان تلاكلو في تميزهم عن الجميع يقومون بجمع القمح والشعير وربما بعض المنتجات الفلاحية المتوفرة حسب الموسم الفلاحي وجودته، ليأتي المساء بعد صلاة العصر ، فيكون الجميع في انتظار أهم عادة في المناسبة  وهي بالمحلية "

" إكوز نتبحيرين" أي النزول إلى الحدائق، وهي عادة استثنائية بكل المقاييس، يقوم فيها العرسان رفقة وزرائهم وأصدقائهم بالنزول إلى تلك الحدائق العجيبة الموجودة شرق جنوب الدوار قرب بئر القبيلة، وهي فعلا عجيبة لأنها بقيت تستقبل الأزواج بنفس الطريقة على مر السنين دون أن تغير ملامحها إلا بعض السنوات الجافة كليا، نسأل الله غيثا نافعا. في تلك الحدائق ينزل حشود من شباب ونساء الدوار، يرافق هذا المشهد زغاريد النساء وألحانهن التي لن تسأم الأذن من سماعها لبساطتها ولحنها وكلماتها المليئة بالمتميات السعيدة للعرسان وعريساتهم، ثم بأصوات المفرقعات التي تضيء سماء المكان بمختلف ألوانها. يوجد في الدوار مكانين بالغي الأهمية بالنسبة لكل الساكنة، ففي شرق الدوار يوجد "إمي نايت جعفر " وهو باب ايت جعفر وفي الغرب يوجد المصلى قبالة مسجد النور وهو المسجد المركزي للدوار. هذين المكانين لن تمر الحفلات دون منحهما حقهما من المساهمة في تنظيم الأعراس، نظرا لأهميتهما السياسية والإجتماعية في تاريخ الدوار، حيث يستقبل كل واحد منهما عددا مهما من الأزواج في ضحى اليوم الثالث من بدء الحفلات، وبرفقتهم جموع من ذوويهم وأقربائهم يتقدمهم آباء الأزواج أو من ينوب عنهم من الذكور في غياب الأب البيولوجي للعريس، قد يكون عما أو أخا كبيرا، ويقوم بوضع الحناء على رجلي العريس وخلفه النساء يرددن ألحانا تدعو له بالرفاه والبنين والحياة السعيدة. 


وفي المساء يستبق الرجال إلى منازل العروس لتناول وجبة تعد خصيصا للمناسبة ولا تتكرر، وهي عادة " أرتاب" ، يشرب فيها الشاي ويتم تقديم صحن كسكس يكون مليئا  بالبيض وبعض التوابل منها ما هو محلي يترك للمناسبة وأهمها "الشكوة" التي تتوسطه ، وهذه العادة هي تسبق ما يسمى "تنايت" أو الركوب بالمعنى الدارج، هي أهم ما في العرس التقليدي عند أهل الدوار عامة وتشير إلى ركوب العروس في وسيلة نقل كانت هي الدواب قديما فتركت مكانها للسيارات، يتم نقل الزوجات على متن تلك الوسائل ويتم تقديمهن لأزواجهن في إشارة إلى خروج العروس من بيت أبيها إلى بيت زوجها وبداية حياة جديدة. هذه العادة التي تعلن عن قرب انتهاء الحفلات يجتمع فيها ما تغرق في غيرها، حيث الجميع يخرج ذلك اليوم للاحتفال والإستمتاع ومشاهدة مختلف المفرقعات التي تزين سماء المصلى مكان انطلاق تنايت، 


تانايت
يتجمع شباب القرية كلهم ويقفون أمام السيارات التي تقل الزوجات، يحاولون منعها من التقدم وهم يرددون ألحانا توحي بتحدي العريس الذي ينتظر في مكان ما عروسته، يطالبونه بكبش أو ما شابه للظفر بعروسه، لكنه تحد يعبر عن فرحتهم وتهنئتهم للعرسان، ويستمر هذا التحدي حتى تصل العروس إلى حيث يجب أن تصل. هذه الأيام وأياما أخرى بعدها تهدئ القبيلة نسبيا من عناء الرحلة ويمنحون بعض الوقت للأكل والشرب في مختلف منازل الأزواج والزوجات، حيث ما لذ وطاب من الأكلات المحلية في كل منزل وكأنها زوايا مفتوحة للأكل والشرب والرقص على إيقاعات أحيدوس ، إلى أن يأتي آخر يوم من الأعراس حيث "إزيزل" أو المشي على الأقدام بالنسبة للعرسان، يقومون من خلاله بجولة على عائلاتهم وأقربائهم للحصول على التهنئة  والبكة من الجدات خصوصا وتنتهي عند سفح المصلى ويقوم فيه أب العروس بالإعتراف بتزويج ابنته للعريس قائلا : لقد وهبتك إياها وزوجتها لك ، وبهذا الإعتراف عن طواعية يكون العريس قد حظي بزوجته وخطى أولى الخطوات نحو تكوين أسرته.

    إن لهذه الأعراس التي تقام بطريقة جماعية عدة مزايا وفوائد تشمل المستوى الإجتماعي والثقافي والإقتصادي، فعلى المستوى الثقافي والإجتماعي تعتبر الأعراس الجماعية فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين العائلات والجيران، وتساهم في تعزيز قيم التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع. كما أنه يعد حدثًا مشتركًا يعكس الوحدة والتكافل، مما ينتج عنه مجتمع متضامن ومتحد باعتبار جل الأزواج والزوجات تجمع بينهم صلات قرابة عائلية من الأجداد مما يفرض على الأزواج الجدد نوعا من المسؤولية في الحفاظ على تماسك العائلة، واقتصاديا تتمثل فوائد العرس الجماعي في تقليل التكاليف المترتبة على تنظيم العرس التقليدي. حيث يتم تقسيم التكاليف بين جميع الأسر المشاركة في الحدث، مما يجعل الزواج أكثر يسرا للكثير من الشباب في المناطق التي قد تعاني من قلة الموارد المالية.

يوسف وفقير

الباحث يوسف وفقير







  بقلم الاستاذ والباحث يوسف وفقير


لا تنسى الاشتراك على قناتنا في اليوتيوب من هنا 👉👉



أحمد وقادير "جالية تلاكلو: رمز التضامن ودعامة التنمية في قلعة تلاكلو"

ذ . أحمد وقادير 

لطالما تميز أبناء دوار تلاكلو، وخاصة المهاجرين منهم، بروح التكافل والتضامن الاجتماعي، حيث جعلوا من دعم الحالات الاجتماعية الفقيرة أولوية قصوى في مساعيهم الخيرية والتنموية. بفضل تفانيهم والتزامهم تجاه أهلهم ووطنهم، أسهم هؤلاء المهاجرون بشكل فعال في تحسين مستوى العيش بالدوار، من خلال مبادرات إنسانية ومشاريع حيوية أحدثت فارقًا كبيرًا في حياة الساكنة.

أولى المهاجرون اهتمامًا خاصًا بالأسر المعوزة التي تعاني من ظروف اقتصادية صعبة، حيث عملوا على تقديم الدعم المالي للمحتاجين بهدف بناء مساكن تقيهم من قسوة العيش في بيوت متهالكة أو غير صالحة للسكن. كان لهذه المبادرات أثر عميق في تعزيز الاستقرار الاجتماعي، حيث أضحى العديد من الأسر يمتلكون مساكن آمنة ومريحة بفضل هذا الدعم السخي.

إن أبناء تلاكلو المهاجرين ليسوا فقط من المهاجرين الذين غادروا البلاد إلى الخارج، بل أيضًا يشملون العمال الذين هاجروا إلى مختلف مدن المغرب بحثًا عن لقمة العيش. هؤلاء المهاجرون، سواء كانوا في الخارج أو في مدن أخرى داخل المغرب، يساهمون بشكل ملحوظ في دعم أهلهم في تلاكلو، حيث يقدمون المساعدات المالية التي تستخدم في تحسين الظروف المعيشية، سواء عبر بناء المنازل أو تغطية احتياجات الحياة اليومية.

لم يقتصر دعم أبناء تلاكلو المهاجرين على بناء المنازل فقط، بل امتد ليشمل مساعدة الأسر الفقيرة في تحمل تكاليف المناسبات الاجتماعية الكبرى، مثل حالات العزاء وفقدان الأحباب. فهذه المناسبات، التي، تشكل عبئًا ماديًا كبيرًا على الأسر ذات الدخل المحدود. بفضل مساهماتهم، تمكن العديد من الأسر من تحمل هذه الفترات الحزينة بكرامة ودون الشعور بالحرج. كما يلتزمون في بعض الدول بتحمل نفقات نقل الجثامين من دول المهجر الى بلدتهم الأصلية.

كما لعب مهاجرو دوار تلاكلو دورًا محوريًا في تقديم المساعدة المالية للمرضى الذين يحتاجون إلى علاج أو استشفاء، سواء داخل المنطقة أو خارجها. تحملوا جزءًا كبيرًا من مصاريف العلاج، ما ساعد العديد من المرضى على تجاوز أزماتهم الصحية ومواصلة حياتهم بشكل طبيعي.

خلال المناسبات الدينية، خاصة شهر رمضان المبارك، أظهر أبناء تلاكلو المهاجرون أسمى صور التكافل من خلال توزيع المواد الغذائية الأساسية على الأسر الفقيرة. هذه المبادرات التي تتكرر سنويًا تعكس القيم النبيلة وروح المودة التي تجمع بين أبناء الدوار، سواء داخل الوطن أو خارجه.

لم تقتصر جهود المهاجرين على الدعم الفردي، بل امتدت إلى المساهمة في تحسين البنية التحتية للدوار. كان لهم دور كبير في بناء الطرق والمسالك التي تربط بين مختلف أحياء الدوار، مما سهّل حركة التنقل وحسن من ظروف العيش. كما ساهموا في بناء المسجد ومرافقه، ومنزل القبيلة الذي يعد مركزًا للتجمعات الاجتماعية والثقافية، ما ساعد في تعزيز وحدة الدوار وتقوية الروابط بين أفراده.

وفي إطار المشاريع التنموية، كانت مساهمة أبناء تلاكلو المهاجرين في إنجاز مشروع الماء الشروب من أبرز إنجازاتهم. هذا المشروع، الذي يعد من الضروريات الحيوية، ساهم في توفير مياه نظيفة وصالحة للشرب لجميع سكان الدوار، مما حسّن من جودة الحياة وساهم في الحد من معاناة النساء والأطفال الذين كانوا يضطرون إلى قطع مسافات طويلة لجلب المياه.

علاوة على ذلك، يساهم أبناء تلاكلو الذين يعيشون في الدوار أيضًا بما لديهم من عمل وأموال في دعم المشاريع المجتمعية. الجميع، سواء المهاجرين في الخارج أو في المدن المغربية الأخرى، أو حتى الساكنة المحلية، ساهموا بما أوتوا من قوة في تحسين حياة المجتمع. هؤلاء السكان يمدون يد العون بالعمل الجاد وبالمساعدات المالية، ما يعكس التضامن الجماعي وروح التعاون التي تجمعهم.

والجدير بالذكر، أن أبناء تلاكو المهاجرين ما زالوا متشبتين بوطنهم وبلدتهم رغم بعد المسافات، وهم في حنين وشوق دائم لأرض أجدادهم، إلا أن ظروف العمل حكمت عليهم بمغادرة البلدة التي يعودون إليها من حين لآخر خاصة في المناسبات الدينية والوطنية.

بفضل هذه الجهود الجماعية والتعاون المستمر، شكل أبناء تلاكلو المهاجرون والمقيمون نموذجًا مشرفًا في التلاحم المجتمعي والعمل التطوعي. إن دعمهم السخي للحالات الاجتماعية الفقيرة وتنفيذ المشاريع التنموية يعكس التزامهم الدائم تجاه وطنهم الأم، ويجسد قيم الإنسانية والمسؤولية التي يتوارثها أبناء تلاكلو جيلًا بعد جيل.

ذ. أحمد وقادير أستاذ تربوي 

رئيس جمعية الواحة الخضراء

مزيد من المعلومات عن الجمعية اضغط هنا 👉

"جمعية النقوب للثقافة والتراث تحيي رأس السنة الأمازيغية 2975 بأمسية ثقافية وفنية مبهرة"

 أمسية ثقافية وفنية مميزة

نظمت جمعية النقوب للثقافة والتراث، بشراكة مع جمعية أثران النقوب للرياضة، وجمعية مجلس دار الشباب النقوب، وجمعية الرعدة النقوب، مساء اليوم الأحد 19 يناير 2025، أمسية ثقافية وفنية بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975. تحت شعار " موروث الأجداد أمانة في يد الأحفاد " أقيمت الفعالية بالساحة المدرجة بمركز جماعة وقيادة النقوب، إقليم زاكورة، وسط حضور كبير من ساكنة المنطقة.

افتتحت الأمسية بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها النشيد الوطني المغربي، وكلمة افتتاحية ألقاها رئيس جمعية النقوب للثقافة والتراث. وأكدت الكلمة على أهمية تعزيز الموروث الثقافي الأمازيغي والحفاظ عليه، ودوره في تعزيز الهوية الثقافية والوحدة المجتمعية.





فقرات متنوعة تجمع بين التراث والإبداع

تخللت الأمسية فقرات فنية غنية ومتنوعة، أبرزها عروض موسيقية وأهازيج أمازيغية أدّاها أطفال المنطقة، إضافة إلى تقديم لوحات فن "أحيدوس" التقليدي الذي أضفى طابعًا احتفاليًا على الحدث. كما شهدت الأمسية إلقاء قصائد شعرية مستوحاة من الثقافة الأمازيغية، وعروضًا مسرحية مميزة باللباس الأمازيغي التقليدي، عكست جوانب من التراث والتقاليد المحلية.

أجواء احتفالية مميزة
تميزت الأمسية بتفاعل كبير من الجمهور، الذي عبر عن اعتزازه بالموروث الثقافي الأمازيغي وتقديره للجهود المبذولة من طرف الجمعيات المنظمة. شكل الحدث فرصة لإبراز المواهب المحلية وإحياء قيم التراث الأمازيغي الأصيل في جو من البهجة والتآزر.

يُعد الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، المعروف بـ"إيض يناير"، مناسبة لإبراز غنى وتنوع الثقافة الأمازيغية، وتعزيز التعايش الثقافي والاجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع المغربي.




قصة المسرحية ورسالتها:

تناولت المسرحية دور الأب في الحياة اليومية للأسرة القروية الأمازيغية، حيث جسدت شخصية أب يعمل بجد في الفلاحة لتأمين احتياجات أسرته، وفي الوقت ذاته يتحمل مسؤولياته تجاه البيت من تربية الأبناء وتوفير الاستقرار العائلي. أظهرت المسرحية الصراع الذي يعيشه الأب بين التزاماته خارج البيت وداخله، وكيف يُظهر الحكمة والصبر في مواجهة التحديات.
تميز أداء الأطفال بالعفوية والحيوية، حيث أدوا أدوارهم بمهارة تعكس شغفهم بالتراث المحلي وقيمه. بارتدائهم الأزياء الأمازيغية التقليدية واستخدامهم اللغة الأمازيغية في الحوارات، أضفوا لمسة أصيلة أبهرت الحاضرين.
لاقى العرض تصفيقًا حارًا من الجمهور، الذي عبر عن إعجابه بحماس الأطفال وبراعة أدائهم. أثار العرض مشاعر الفخر بالموروث الثقافي الأمازيغي وأهمية استمراره عبر الأجيال، مما جعل المسرحية محطة مميزة ضمن الأمسية.
بفضل هذه المسرحية، نجح الأطفال في إيصال رسالة عميقة بأبسط الوسائل، مؤكدين على أهمية الحفاظ على التراث وتعزيز الهوية الثقافية.

"أطفال فرقة أحيدوس نايت عطا يتألقون في إحياء التراث الأمازيغي"

من أبرز فقرات الأمسية. أظهر الأطفال موهبة استثنائية في أداء هذا الفن التقليدي العريق الذي يعكس الروح الجماعية والانسجام بين أعضاء الفرقة.

تألّق الأطفال في تقديم لوحات "أحيدوس" بحركات منسجمة وأهازيج أمازيغية أصيلة تمجد التراث والتقاليد العريقة، مرتدين الزي الأمازيغي التقليدي الذي زاد من جمالية الأداء. نقلت الفرقة أجواءً احتفالية مفعمة بالحيوية والاعتزاز بالهوية الأمازيغية، مما أسهم في إشعال حماس الجمهور، الذي تفاعل بشكل كبير مع العرض وصفّق بحرارة تشجيعًا لهذه المواهب الواعدة.

قدّم هذا الأداء صورة مشرقة عن التزام الأجيال الصاعدة بالحفاظ على التراث الثقافي، مما يعكس شعار الأمسية: "موروث الأجداد أمانة في يد الأحفاد".

قصائد شعرية أمازيغية  صوت الهوية يتجلى

ضمن فقرات الأمسية الثقافية والفنية، تألق أطفال المنطقة بإلقاء قصائد شعرية أمازيغية مستوحاة من التراث المحلي، معبرين عن روح الهوية الأمازيغية وأصالة ثقافتها. حملت القصائد في طياتها موضوعات عن حب الأرض، قيمة التضامن بين أفراد المجتمع، وأهمية التمسك بالقيم والعادات التي ورثوها عن أجدادهم.

بأصوات بريئة وحماس كبير، ألقى الأطفال كلمات مؤثرة بلغة أمازيغية عذبة، تفاعل معها الحضور بتقدير وإعجاب. زادت الأزياء التقليدية من جمالية المشهد، حيث انعكست ألوان الثقافة الأمازيغية في حركاتهم وتعبيراتهم.

جاءت القصائد كتأكيد على أهمية اللغة الأمازيغية ودورها في التعبير عن المشاعر والأفكار، ورسالة واضحة بأن هذا التراث الشعري العريق سيظل ينبض بالحياة في قلوب الأجيال القادمة.


شهدت الأمسية الثقافية والفنية التي نظمتها جمعية النقوب للثقافة والتراث حضورًا جماهيريًا كبيرًا من سكان المنطقة ومن الزوار القادمين من المناطق المجاورة. ملأت الساحة المدرجة بجماعة وقيادة النقوب جموع الحاضرين الذين أضفوا أجواءً مفعمة بالحيوية والتفاعل.

تجاوب الجمهور بشكل لافت مع فقرات الأمسية، حيث تعالت التصفيقات والهتافات مع عروض "أحيدوس" التقليدية والأهازيج الأمازيغية.

أبدى الحاضرون إعجابهم بأداء الأطفال الذين قدموا عروضًا موسيقية مستوحاة من التراث الأمازيغي.

أثناء تقديم القصائد الشعرية والعروض المسرحية، عمّت الساحة أجواء من الإنصات والتقدير لما يعكسه المحتوى من عمق ثقافي وحضاري.

يعكس الحضور الكبير اهتمام الساكنة المحلية وحرصهم على المشاركة في الاحتفاء بالثقافة الأمازيغية.

أكد التوافد الكبير على نجاح الجمعيات المنظمة في خلق حدث يلامس وجدان المجتمع المحلي ويعزز ارتباطه بتراثه العريق.

هذا الحضور اللافت كان بمثابة شهادة جماعية على مدى اعتزاز المجتمع المحلي بهويته الثقافية الأمازيغية، ورغبته في نقل قيم التراث إلى الأجيال القادمة.
        -  اسماعيل بكي تلاكلو الاخبارية

جمعية النقوب تحتفي برأس السنة الأمازيغية 2975 بندوة علمية وثقافية


جمعية النقوب تحتفي برأس السنة الأمازيغية 2975 بندوة علمية وثقافية

 بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2975، نظمت جمعية النقوب للثقافة والتراث بشراكة مع جمعية اثران النقوب للرياضة، وجمعية مجلس دار الشباب النقوب، وجمعية الرعدة النقوب، مساء يوم السبت 18 يناير 2025، ندوة علمية تحت شعار: "موروث الأجداد أمانة في يد الأحفاد". وقد شارك في هذه الندوة مجموعة من الأساتذة والباحثين، بحضور السيدة فاطمة عامري، ممثلة مجلس جهة درعة تافيلالت، والسيد جمال مزواري، رئيس مجلس جماعة النقوب، وعدد من فعاليات المجتمع المدني بجماعة وقيادة النقوب عمالة زاكورة افتُتح الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها أداء النشيد الوطني المغربي





وبعد الاستماع إلى آيات بينات من الذكر الحكيم التي أضفت أجواء من الروحانية والوقار، وقف الجميع للاستماع إلى النشيد الوطني المغربي. كان هذا الموقف تعبيرًا عن الاحترام والاعتزاز بالوطن، وجسد الروح الوطنية التي تجمع الحاضرين في هذه المناسبة الثقافية المميزة، حيث امتزجت القيم الدينية مع الهوية الوطنية في انطلاقة رمزية لهذا الحدث الذي يحتفي بالتراث الأمازيغي العريق

كلمة رئيس الجمعية

في كلمته الافتتاحية، عبّر السيد يدير شكري، رئيس جمعية النقوب للثقافة والتراث، عن شكره العميق لكافة الحاضرين، مشيدًا بالدور الذي تلعبه مثل هذه التظاهرات الثقافية في الحفاظ على الهوية الأمازيغية وتعزيزها. وأكد أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية ليس مجرد مناسبة رمزية، بل هو التزامٌ ثقافيٌّ ومسؤولية جماعية لنقل الموروث الثقافي من جيل إلى جيل.

وأشار إلى أن الشعار الذي حملته الندوة، "موروث الأجداد أمانة في يد الأحفاد", يجسد جوهر الهدف من هذا الاحتفال، حيث يبرز أهمية صون التراث الأمازيغي كجزء لا يتجزأ من الهوية المغربية. وأكد السيد شكري أن الجمعية ستواصل جهودها لتوثيق الموروث الثقافي، وتعزيز التوعية بقيمته من خلال أنشطة علمية وثقافية متنوعة.

كما دعا السيد شكري إلى إشراك الأجيال الشابة في مثل هذه الفعاليات، لتحفيزهم على حمل مشعل الهوية الأمازيغية، مشددًا على ضرورة تعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين في المجتمع المدني لتحقيق هذه الأهداف النبيلة. واختتم كلمته بتوجيه الشكر لممثلي السلطات المحلية، والأساتذة المشاركين، والجمعيات الشريكة، وجميع الحاضرين، مؤكدًا أن نجاح هذه الندوة هو دليل على وعي المجتمع بأهمية تراثه

منشيط الندوة

تميز الندوة بتنشيط الأستاذ حسن سغاني بأسلوبه التفاعلي وحضوره القوي، حيث خلق تواصلًا مثاليًا بين المشاركين والجمهور، مما أضفى على الندوة جوًا من الحيوية والانسجام. بفضل كفاءته في التنشيط، تمكّن من إدارة فقرات البرنامج بشكل يبرز مكانة المناسبة، مع تعزيز أهمية الموروث الثقافي الأمازيغي.وقد ترك حسن سغاني انطباعًا إيجابيًا لدى الحاضرين بفضل احترامه للبرنامج وإدارته الحكيمة للنقاشات التي تخللت الندوة، مما ساهم في إنجاح هذا الحدث الذي يعتبر خطوة مهمة في مسار تعزيز الهوية الأمازيغية والمحافظة عليها.

إدارة وتسيير الندوة

لعب الأستاذ حسن اخجام دورًا محوريًا في تسيير فعاليات الندوة بحنكة وتنظيم دقيق، حيث تمكن من خلق أجواء مفعمة بالنقاش البناء والتفاعل المثمر بين المشاركين والحضور. أدار النقاشات بسلاسة، مانحًا الكلمة لكل متدخل في إطار منظم، مما ساهم في الحفاظ على انسيابية البرنامج واحترام الوقت المحدد.

وفي الوقت ذاته، تولى الأستاذ حسن فاضل مهمة المقرر باحترافية عالية، حيث وثق مختلف المداخلات والملاحظات التي أثيرت خلال الندوة. وأبرز الجوانب الجوهرية التي ناقشها الحاضرون، مما أثمر في النهاية عن صياغة مجموعة من التوصيات القيمة.

تميزت إدارة الندوة بتوازن دقيق بين الجانب الأكاديمي والجانب الاحتفالي، وهو ما أضفى طابعًا مميزًا على هذا الحدث الثقافي والعلمي، حيث استطاع المسير أن يربط بين تراث الأجداد وتطلعات الأحفاد.

مداخلات الأساتذة

تميزت الندوة بمشاركة مجموعة من الأساتذة الذين تناولوا موضوع رأس السنة الأمازيغية من زوايا مختلفة:

الأستاذ مصطفى مروان: ركز في مداخلته على "رأس السنة الأمازيغية: الجذور والامتدادات"، مستعرضًا التاريخ العريق لهذا التقليد موضحًا أنه تقليد عريق يمتد لأكثر من السنين  أشار إلى ارتباط الاحتفال بالممارسات الزراعية التي كانت تمثل محور الحياة الاقتصادية والاجتماعية للأمازيغ. كما أبرز أن هذا الحدث يعكس العلاقة الوثيقة بين الإنسان الأمازيغي والطبيعة، ويجسد انتقاله إلى عام جديد بإحياء تقاليد ترمز إلى الخصوبة والخير. وأكد الأستاذ مروان أن الاحتفال ليس مجرد مناسبة ثقافية، بل هو موروث حضاري غني بالمعاني الرمزية التي تعزز الهوية.

الأستاذ أحمد الهراوات: تناول موضوع "رأس السنة الأمازيغية بين الاعتراف الرسمي والتحديات"، تناول الأستاذ أحمد الهراوات البعد القانوني والسياسي للاحتفال برأس السنة الأمازيغية، مشيرًا إلى التطورات التي شهدها المغرب في السنوات الأخيرة بخصوص الاعتراف بالأمازيغية لغة وثقافة وطنية. سلط الضوء على الجهود المبذولة لترسيخ هذا الاعتراف ضمن السياسات الرسمية، لكنه أشار إلى التحديات التي لا تزال تواجه تفعيل هذا الاعتراف، سواء من حيث تخصيص الموارد أو إدماج الاحتفال في المناهج الدراسية والبرامج الثقافية. دعا إلى تعزيز التعاون بين الفاعلين الثقافيين والمؤسسات الرسمية لضمان استمرارية هذا الموروث وترسيخه في الوعي الجمعي.

الأستاذ يوسف قيدي: "السوسيولوجيا والاحتفال برأس السنة الأمازيغية"
ركز الأستاذ يوسف قدري على البعد السوسيولوجي للاحتفال، مبرزًا كيف تعكس التقاليد الأمازيغية علاقات المجتمع الأمازيغي وتماسكه. أشار إلى أن احتفال رأس السنة الأمازيغية ليس مجرد لحظة للاحتفاء، بل هو فرصة لتقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز قيم التضامن والمشاركة الجماعية. كما تطرق إلى دور الاحتفال في نقل القيم الثقافية من جيل إلى آخر، معتبرًا إحياء هذه المناسبات إحدى أهم الآليات للحفاظ على التراث الأمازيغي. وشدد على أهمية إشراك الشباب لضمان استمرارية هذا الموروث ومواكبته للتغيرات الاجتماعية.




أنشطة موازية وتكريم المشاركين

وعرف الندوة فقرة موسيقية محلية أمازيغية أضفت طابعًا احتفاليًا على الأجواء، بالإضافة إلى مداخلات من الحاضرين الذين طرحوا أسئلة قيمة أثرت النقاش. وفي ختام الندوة، تم تقديم شهادات تقديرية للأساتذة المشاركين، تكريمًا لجهودهم في إنجاح هذا الحدث الثقافي.





وفي كلمات التكريم، عبّر رئيس جمعية النقوب، السيد يدير شكري، عن عميق شكره وامتنانه للأساتذة: الأستاذ مصطفى مروان، الأستاذ أحمد الهراوات، والأستاذ يوسف قدري، مشيدًا بمستواهم العلمي العالي وإسهاماتهم الجادة في إحياء النقاش حول الموروث الأمازيغي وتحدياته. كما أشار إلى الغياب القسري للأستاذ إسماعيل مسعود، الذي كان من المقرر أن يشارك في الندوة، لكنه تعذر عليه الحضور بسبب وعكة صحية. وأكد السيد شكري أن اللجنة المنظمة تحتفظ له بمكانة خاصة، تقديرًا لإسهاماته العلمية المستمرة ودعمه الدائم للفعاليات الثقافية.
تم تقديم الشهادات وسط تصفيقات حارة من الحاضرين، تعبيرًا عن اعتزازهم بمساهمة الأساتذة في تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي لدى المجتمع المحلي. وقد أكد المكرَّمون في كلماتهم على شرف المشاركة في مثل هذه التظاهرة الثقافية، مؤكدين التزامهم بمواصلة الجهود لتسليط الضوء على القضايا المتعلقة بالتراث والهوية الأمازيغية.
وأعربت اللجنة عن أمنياتها بالشفاء العاجل للأستاذ إسماعيل مسعود، مؤكدة أن تكريمه سيظل محفوظًا في ذاكرة هذا الحدث الثقافي.

التوصيات والختام

اختتمت الندوة بجملة من التوصيات التي تهدف إلى تعزيز الاهتمام بالهوية الأمازيغية والاحتفاء بموروث الأجداد، مع التأكيد على أهمية إشراك الشباب في مثل هذه التظاهرات الثقافية لترسيخ القيم التراثية.

هذا الحدث يعكس التزام المجتمع المدني بجماعة النقوب بالحفاظ على التراث الأمازيغي وتعزيزه، في إطار الاحتفال برأس السنة الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية.

الفنانة العصامية كوتر عوينات: عبقرية تشكيلية ونظرة مستقبلية واعدة

الفنانة العصامية كوتر عوينات: عبقرية تشكيلية ونظرة مستقبلية واعدة

الفن التشكيلي هو واحد من أرقى أنواع الفنون البصرية التي تجسد الجمال في أشكال متنوعة مثل الرسومات، النقوش، والمنحوتات الخشبية. يتطلب هذا الفن مهارات وتقنيات عالية، ومن بين أبرز الأسماء اللامعة فيه تبرز الفنانة العصامية كوتر عوينات، التي ترعرعت في مدينة القنيطرة وشغفت بهذا المجال منذ طفولتها المبكرة.

كوتر، التي أظهرت حبها للفن التشكيلي منذ نعومة أظافرها، قررت الانغماس بشكل كامل في هذا العالم خلال فترة دراستها الثانوية. البداية كانت مع تصميم الأزياء، لكنها سرعان ما وجدت شغفها الأكبر في الرسم. عشقها للألوان وتنوع تجربتها الفنية منذ الطفولة منحا لوحاتها طابعًا مميزًا يعكس قصصًا إنسانية واجتماعية عميقة.


تتميز كوتر برحلة فنية متعددة الاتجاهات؛ حيث تجمع بين مدارس فنية متنوعة مثل الواقعية، التجريدية، والسريالية. هذا التنوع يعكس قدرتها على استلهام الإبداع من مختلف الأساليب الفنية، مما جعلها تبرز كواحدة من أبرز الفنانات التشكيليات في الساحة الوطنية. وقد شاركت في عدة معارض وطنية، حصلت من خلالها على جوائز وشهادات تقديرية تثمن موهبتها وإبداعها.

ما يميز كوتر عوينات ليس فقط موهبتها الفنية، بل أيضًا أخلاقها العالية وشخصيتها المتواضعة التي تشبه لوحاتها في صدقها ونقائها. تعتبر لوحاتها انعكاسًا لتجاربها الحياتية ورؤيتها الروحانية، حيث تمزج بين الفن والإنسانية لتصنع قصصًا تنبض بالحياة.


تطمح الفنانة العصامية كوتر عوينات إلى تحقيق شهرة عالمية من خلال عرض أعمالها الفنية خارج حدود الوطن. رؤيتها المستقبلية تتجه نحو تطوير تجربتها الفنية بابتكار أساليب جديدة تمزج بين الرسم والنحت، لتضيف بصمة خاصة بها في عالم الفن التشكيلي.

ختامًا، تبقى كوتر عوينات رمزًا للإصرار والتميز في مجال الفن التشكيلي، حيث جعلت من لوحاتها عنصرًا حيًا يتفاعل مع الإنسان ويعبر عن قصصه الإنسانية والاجتماعية. رحلة كوتر ليست مجرد حكاية نجاح، بل هي رسالة لكل من يسعى لتحقيق حلمه، مهما كانت التحديات.


متابعة ذ. العزيزي عبدالمجيد تلاكلو الإخبارية 

تهنئة بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975


 تهنئة بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975

مع إطلالة سنة أمازيغية جديدة، يتجدد الأمل وتتعالى أصوات الاحتفاء بواحدة من أعرق المناسبات الثقافية والتاريخية في العالم الأمازيغي. إن حلول رأس السنة الأمازيغية 2975، الذي يصادف يوم 14 يناير، يمثل لحظة مميزة تعكس ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه وتاريخه وهويته.

تُعرف هذه المناسبة بـ"إيض يناير" وتعني "ليلة يناير"، وتعد احتفالًا جماعيًا يزخر بالمعاني الرمزية العميقة. فهي ليست فقط بداية عام جديد وفق التقويم الزراعي الأمازيغي، بل هي فرصة لتكريم التراث الأمازيغي الغني الذي يمتد لآلاف السنين.

أهمية المناسبة

يعتبر رأس السنة الأمازيغية مناسبة ترمز إلى الاحتفال بالانسجام بين الإنسان والطبيعة، حيث يرتبط هذا اليوم ببداية الموسم الزراعي وتجدد دورة الحياة. ويستمد هذا التقويم جذوره من ارتباط الأمازيغ بالأرض والزراعة، وهو ما يعزز الهوية الأمازيغية كجزء لا يتجزأ من التراث الإنساني.

طقوس الاحتفال

تتنوع مظاهر الاحتفال بإيض يناير حسب المناطق الأمازيغية، ولكنها تتفق جميعًا في جوهرها الذي يتمحور حول الفرح والتضامن. تشمل الطقوس إعداد أطباق تقليدية مثل "الكسكس"، و"تاكلا" (عصيدة الذرة)، وزينة المنازل لاستقبال العام الجديد بروح مفعمة بالخير. كما يتم تنظيم أنشطة ثقافية وفنية، تشمل الأغاني والرقصات التقليدية التي تخلد الثقافة الأمازيغية.

رسالة السنة الجديدة

إن رأس السنة الأمازيغية هو فرصة للتأكيد على القيم الإنسانية التي تجمع بين الشعوب، مثل التعايش، الاحترام المتبادل، والتشبث بالجذور الثقافية. في هذه المناسبة، ندعو إلى تعزيز التفاهم والتسامح بين الثقافات المختلفة، حيث إن الاحتفاء بالتنوع هو حجر الزاوية لعالم أكثر وحدة وسلامًا.

تهنئة حارة

بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة 2975، نتقدم بأحر التهاني وأطيب التمنيات إلى كل الأمازيغ في مختلف أنحاء العالم، وإلى كل من يشاركهم فرحتهم بهذه المناسبة. نتمنى أن تكون سنة خير وبركة مليئة بالمحبة والسلام، وأن تحمل في طياتها تحقيق الأحلام والطموحات.

أسكاس أماينو (عام سعيد)!

تلاكلو الإخبارية tlaglou alikhbarya 

رأس السنة الأمازيغية وحضوة "تساروت ن لخزين" لدى أيت عطا صاغرو

يدير شكري

بقلم: يدير شكري مهتم بالتراث الأمازيغي

يحتفل الأمازيغ كل عام بـ"إيض ن يناير" أو رأس السنة الأمازيغية، احتفاءً بالأرض وخيراتها، وتأكيدًا على ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه. هذه المناسبة تحمل رمزية ثقافية لدى الامازيغ متجذرة في عمق التاريخ، ويُرجع الباحثون جذورها إلى عهد انتصار الملك الفرعوني "شيشناق" على الفراعنة، 
قبائل أيت عطا في صاغرو وسفوحها، كغيرها من الأمازيغ، ورثت هذا التقليد عن الأجداد، حيث يُطلقون على هذه المناسبة اسم "إيغف ن أوسكاس"، التي تعني حرفيًا "رأس السنة الامازيغية". كما اشتهرت باسم "سبع خضار"، إشارة إلى طبق الكسكس التقليدي الذي يتم تحضيره في هذه المناسبة باستخدام سبع خضروات مما تجود به الأرض. وظل هذا الاسم الاخير الاكتر انتشار


وتتميز هذه العادة لدى امازيغ قبيلة ايت عطا صاغرو اضافة الى ما يصاحبها من دعوات كبار السن للعام الجديد بالبركة وازدهار حياتهم اليومية والزراعية بشكل اساسا  في هذه المناسبة، تتفرد قبائل أيت عطا بتقاليد تحمل بعدًا رمزيًا واجتماعيًا عميقًا. من أبرزها منح حضوة خاصة للفرد المحظوظ الذي يجد نواة التمر (إيغس) المدفونة وسط طبق الكسكس الاحتفالي. لكن ليس كلهم طبعا بل المحظوظين منهم هذا الشخص يُكرَّم بمنحه مفتاح "تساروت ن لخزين"، وهو مستودع المواد الغذائية للأسرة.

تقليديًا، 

كانت مسؤولية إدارة هذا المخزن العائلي تُسند غالبا إلى الجد أو الجدة، نظرًا لمكانتهما الاجتماعية داخل الاسرة الامازيغية العطاوية  وحكمتهما التي اكتسباها من سنوات طويلة من الخبرة. تُعتبر هذه المسؤولية رمزًا للثقة والاحترام، حيث يقوم الجد أو الجدة بتنظيم استهلاك الموارد الأساسية بعقلانية الموجودة في الغرفة الخاصة (كالطحين، السكر، الزيت، التمر، وغيرها) اي المواد الضرورية الاساسية التي تشكل روح وجود الاسرة ومخزونها الغدائي، لتفادي الأزمات التي قد تطرأ مثل الجفاف أو المجاعات. وتكون الجدة أو الجد هو حامل مفتاح المستودع(تساروت ن لخزين), وأحدهما غالبا من يحمل معه المفتاح ويعلق في ملابسه أو يوضع في حقيبته الخاصة،ولا يعطى لأحد من أفراد الأسرة ،حيث هو أوهي من يتولى مهمة فتح المستودع وإغلاقه ،وأي فرد يحتاج مادة غذائية أساسية يستشير الجد أو الجدة (حامل المفتاح),فلا يستجاب للطلب إلا بعد معرفة مدى واقعية الطلب ،(حاجة الزوجة للطحين ومواد أخرى لإعداد الخبر مثلا) ،أو وصول ضيف جديد.


طقوس الكبار والصغار

كانت الأسرة الأمازيغية في صاغرو تقدّر حامل المفتاح احترامًا كبيرًا، إذ يُعتبر مصدر الحكمة والمسؤولية. الكبار والصغار كانوا يطلبون المواد الغذائية منه بكل احترام، باستخدام عبارات تقديرية مثل:
"نرا كان أورن ألالة فاطمة" (نريد بعض الطحين يا سيدتي فاطمة).
"كي كان تيني أماحلو" (أعطيني بعض التمر، جدتي).
هذا الطقس كان يعزز الروابط الأسرية ويُنمّي الشعور بالمسؤولية والاحترام بين أفراد الأسرة.
مع مرور الوقت، بدأت بعض الأسر تُفوِّض مسؤولية مفتاح "لخزين" إلى زوجة الابن أو أحد أفراد الأسرة الذين يحظون بثقة الجد أو الجدة. ويمنع الاطفال من الولوج الى المخزون مخاف قيامهم بإفساد المواد الغدائية او استهلاكها بشكل المفرط او خشية تسرب بعض حيوانتهم الالفة الى المخزون نتجة ترك باب المخزن مفتوح عن غير قصد أو به ورغم ذلك، ظل التقليد الأساسي قائمًا، حيث يتم الحفاظ على احترام نظام المخزن وحماية موارده من الإسراف أو التلف.
كان أيت عطا الأمازيغ يفعلون هذا،نتيجة غلاء هذا المواد ونظرة بعضها ،وبعد الأسواق التي يترددون عليها في ما مضى.
فالكل داخل الأسرة العطاوية قديما،سواء في مخيماتهم في صاغرو أو في مداشرهم خلال بداية استقرارهم في الواحات،يقدرون الجدة والجد ويسعون دائما إلى التقرب منهما ،وكسب ثقتهما،فتجد الجميع يعظم مكانة الجدة  ،فتجد زوجات الأبناء يرددن (نرا  كان أورن أ لالة فاطمة,تلهو،تودة،عدجو،دهو،بزة...) ، أي "نريد بعض الطحين يا سيدتي  فلانة .." وترى الأحفاد الصغار يتوسلونها(ه) التمر "كي كان تيني أماحلو/باحلو),"إعطيني بعض التمر جدتي/جدتي),وبكل احترام وتقدير يفعل  كذلك الأبناء.

دلالات ثقافية واجتماعية

مناسبة "إيغف ن أوسكاس" ليست مجرد احتفال، بل درس ثقافي وأخلاقي عميق يُعلّم الأجيال الجديدة أهمية المسؤولية والعدالة. فكما اعتلى الملك الأمازيغي شيشناق عرش مصر وحاز على مفاتيح خزائنها، يتم تتويج فرد من الأسرة في هذه المناسبة بمفاتيح خزائنها، في محاكاة رمزية عريقة.
هذا التقليد يُبرز قيم التضامن، الحكمة، والتدبير التي تُعد أساسيات المجتمع الأمازيغي، مؤكدًا أن القيادة الحقيقية تأتي من احترام الأدوار المجتمعية، والعمل الجماعي، والإيمان بالحظ والإرادة الإلهية.

رغم تطور الحياة وتغير نمط العيش

 لا يزال سكان الأمازيغ  محافظين على هذه العادات والتقاليد التي توارثوها عن أجدادهم، ويحتفلون بها كل عام في 13 يناير. هذا التاريخ، الذي يصادف رأس السنة الأمازيغية، يمثل فرصة للأمازيغ للتعبير عن ارتباطهم العميق بأرضهم وهويتهم، واستمرارهم في إحياء قيم التضامن والمسؤولية داخل الأسرة.


تلاكلو: نظام أمغار بين التقاليد والحداثة

تنصيب شيخ القبيلة بتلاكلو

ذ . احمد وقادير / ذ. عيسى وبابا

 

يعتبر نظام"أمغار" (شيخ القبيلة) بدوار تلاكلو منظومة قانونية وتشريعية هدفها تدبير شؤون القبيلة. كما يعد هذا النظام من أقدم الأنظمة التشريعية عبر التاريخ، فمن خلاله يتم تسيير شؤون القرى في الحضارة الأمازيغية منذ قرون خلت. ويقوم على تعيين شخص من بين ساكنة القرية لتسيير شؤون القبيلة. هذا النظام يأتي مع ذكرى المولد النبوي الشريف في قبيلة تلاكلو، وهي إحدى القبائل الأمازيغية الواقعة في جنوب شرق المغرب في جهة درعة تافيلالت، تحديداً بين قبيلتي دوار آيت مناد وقبيلة دوار تغوليت ضواحي زاكورة. ويتولى الأمر من السنة التشريعية المحلية الممتدة من اليوم الموافق للمولد النبوي إلى نفس اليوم من السنة الموالية. ومن هنا يتبين أن هذا النظام ليس طقساً ليوم واحد ينتهي أمره بيوم تنصيب أمغار، بل يمتد على طول السنة التشريعية يوماً بيوم.


كانت طريقة تنصيب أمغار بأن يجتمع رجال القبيلة صباح يوم المولد النبوي الشريف في منزل الشيخ الذي انتهت ولايته لاختيار أحد الأشخاص من القبيلة الذي تتوفر فيه شروط خاصة، غالباً ما يكون أكبر سناً ومعروفاً بنزاهته وبرزانته وبحكمته وخبرته، ومشهوداً له بالصدق والأمانة، ليتولى منصب أمغار ليبتّ في المنازعات والخصومات بين الأفراد والعائلات، ويتخذ القرارات ويتولى أيضاً تمثيل القبيلة عند المفاوضات مع القبائل المجاورة الأخرى.

وتطورت مراسيم تنصيب شيخ القبيلة التي كانت تتم في وسط الدوار القديم (أماس نيغرم أقديم) لتصبح الآن تُنظَّم بالقرب من مسجد النور (المصلى)، وذلك بسبب عدة عوامل، من بينها انتقال أهل القبيلة من الدوار القديم إلى الدوار الجديد. يتم هذا الحدث بتجمع رجال القبيلة على شكل حلقة دائرية بعد صلاة العصر، حيث يجلس أفراد "تقسيمت" التي ستتولى الخلافة، ويطوف حولهم حشد من رجال القبيلة يتقدمهم إمام القبيلة مرددين الأهازيج والتهليلات. وعندما يحين الوقت، يقوم شيخ القبيلة الذي انتهت ولايته بإزالة وشاح المهمة أو نبتة البصا من رأسه ليضعها على رأس الموالي (أمغار الجديد). بعد ذلك يتوجه الجميع إلى منزل شيخ القبيلة الجديد لتناول وجبة التمور واللبن.


في اليوم الموالي لتنصيب أمغار، وتحديداً في الساعة الأولى من الصباح، يجتمع شيوخ القبيلة فرداً من كل بيت فرضاً عينياً في ساحة المصلى من أجل التداول في حسابات السنة التشريعية، تفصيلاً وتقييماً وتقويماً. حيث يتم تسليم السلط على مرأى ومسمع من الحاضرين بين الأمغار المنتهية ولايته والأمغار الجديد.


وتشتمل المسائل المسلمة على عدة ملفات، أبرزها حساب الصندوق والمالية العامة، سواء كانت بالفائض أو العجز. حيث يقدم كناشاً يحدد قيمة الميزانية، كما يتسلم مبلغ فائض الميزانية للسنة المنصرمة. كذلك نجد من بين الملفات: مفاتيح المنازل والمساكن التي تتولى القبيلة تسييرها، من قبيل دار القبيلة والمسجد وبيت الخزين... كما يتم تسليم دفتر القوانين التي سطرتها القبيلة، وهي بمثابة دستور يحكم شؤونها ويحتكم إليه الجميع عند الاقتضاء.



يتولى أمغار منصبه تطوعاً دون أجر أو تعويضات، ويمثل أمغار السلطة العليا للقبيلة. ويكون مهيب الجانب يحتكم إليه السكان للفصل بينهم في نزاعاتهم وخصوماتهم العامة والخاصة وقضاياهم المختلفة. أمغار ليس طقساً عابراً، بل تاريخ يتجدد أمام أعيننا كل عام، لا يمكن تجاوز موعده ولا مخالفة مخرجات اجتماع العامة التي تنعقد يوماً بعد التنصيب. ويتولى كذلك إدارة مستجدات وقضايا القبيلة لاتخاذ القرارات المناسبة. وفوق كل هذا ينبغي له أن يكون دبلوماسياً قادراً على التفاوض بنجاح مع أمغارن القبائل المجاورة عند المنازعات بين القبائل.


مع انطلاق الجلسة في اليوم الموالي، يبدأ الحاضرون بإثارة كل القضايا والمسائل التي تستوجب تدخلاً تشريعياً وتقنيناً. فتتبادل الآراء بينهم، بين مؤيد لفكرة تقنين النوازل ووضع الحدود لها (عقوبات)، وآخرين يعتبرونها لا تستوجب عقوبة كبيرة أو يعتبرونها حرية، كما قد يصفها البعض بأمر يجب ضبطه. وهكذا حتى تتم المصادقة النهائية على القانون الجديد. إلى جانب القوانين والتشريعات الجديدة التي تأتي تبعاً للعولمة والتطور الذي يعرفه المجتمع، نجد كذلك من بين ما يناقشه الجمع العام مسألة تعديل القوانين الموجودة بالإلغاء أو التغيير أو التكييف.


وفي الختام، يتبين من خلال أشغال الجمع العام لقبيلة تلاكلو أن هذا الحدث يُعد محطة تشريعية لها كامل الصلاحيات في إصدار التشريعات والقوانين التي تضبط شؤون القرية، مما لا شك فيه أنه يساهم في تماسك المجتمع وإعلاء صوت الحق والقانون.


وتجدر الإشارة إلى أن نظام شيخ القبيلة (أمغار) كان معمولاً به لدى جل القبائل الأمازيغية بالمغرب في سوس والأطلس المتوسط والريف أيضاً. ومن هنا تتجلى عبقرية المجتمع الأمازيغي قديماً في تنظيم نفسه ذاتياً دون الانزلاق للفوضى، حتى عند انعدام سلطة مركزية أو خارجية. ولكن للأسف، هذا النظام العريق يكاد يختفي اليوم بعد الهجرة المكثفة نحو المدن وبعد شمول سلطة الدولة لجميع مناطق المغرب النائية.


نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.