آخر المنشورات

 الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع تنظم "سباق خطوات النصر النسائية" في نسخته الثانية بزاكورة

سباق النسائية زاكورة


تعلن الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، بشراكة مع عمالة زاكورة، وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب والتعاون الوطني، عن تنظيم النسخة الثانية من سباق "خطوات النصر النسائية"، والذي سيقام بمدينة زاكورة يوم السبت 11 يناير2025.


السباق، الذي ينطلق من ساحة الكورنيش في تمام الساعة العاشرة صباحًا، سيكون على مدار مغلق. ويهدف هذا الحدث الرياضي إلى تشجيع المرأة المغربية على المشاركة في الأنشطة الرياضية وتعزيز الوعي بأهمية الرياضة في الحياة اليومية.


تسعى هذه التظاهرة إلى إشراك أكبر عدد من النساء والفتيات من مختلف الأعمار، حيث ستكون المشاركة مفتوحة أمام جميع النساء والفتيات من إقليم زاكورة البالغات من العمر 13 سنة فما فوق. كما تعتبر هذه المبادرة فرصة لتمكين النساء من ممارسة الرياضة في بيئة آمنة ومحفزة.


ومن المتوقع أن تعرف هذه النسخة الثانية من السباق مشاركة واسعة، في ظل الدعم الكبير الذي يحظى به هذا النوع من الفعاليات من قبل مختلف الهيئات الحكومية والهيئات المحلية. وتعد "خطوات النصر النسائية" محطة مهمة لتعزيز مكانة الرياضة النسائية في 

المغرب. 

تلاكلو الإخبارية 


 حادثة سير بطريق النيف – تاوريرت نغليل: انقلاب سيارة دون خسائر بشرية

حادثة سير ألنيف


شهدت الطريق الرابطة بين النيف وتاوريرت نغليل، مساء أمس، حادثة سير بالقرب من منطقة تزي نبوجو، حيث انقلبت سيارة من نوع "داسيا لوغان" بسبب السرعة وفقدان السائقة السيطرة على المركبة.
ورغم خطورة الحادث، أفادت المصادر بأن الأضرار اقتصرت على إصابات طفيفة تعرضت لها السائقة، دون تسجيل أي خسائر بشرية.
وحسب شهود عيان، وقع الحادث نتيجة محاولة السائقة السيطرة على السيارة في أحد المنعرجات الصعبة، وهو ما أدى إلى انقلاب المركبة بشكل مفاجئ.


وفور علمها بالحادث، انتقلت عناصر الدرك الملكي وعناصر الوقاية المدنية إلى عين المكان، حيث تم تقديم الإسعافات الأولية للسائقة ونقلها إلى المركز الصحي المحلي للاطمئنان على حالتها.

ويعيد هذا الحادث التذكير بضرورة اتخاذ الحيطة والحذر أثناء القيادة، خصوصاً على الطرق الوعرة والمناطق ذات المنعرجات الخطيرة، مع الالتزام بالسرعات القانونية لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث.

رأس السنة الأمازيغية وحضوة "تساروت ن لخزين" لدى أيت عطا صاغرو

يدير شكري

بقلم: يدير شكري مهتم بالتراث الأمازيغي

يحتفل الأمازيغ كل عام بـ"إيض ن يناير" أو رأس السنة الأمازيغية، احتفاءً بالأرض وخيراتها، وتأكيدًا على ارتباط الإنسان الأمازيغي بأرضه. هذه المناسبة تحمل رمزية ثقافية لدى الامازيغ متجذرة في عمق التاريخ، ويُرجع الباحثون جذورها إلى عهد انتصار الملك الفرعوني "شيشناق" على الفراعنة، 
قبائل أيت عطا في صاغرو وسفوحها، كغيرها من الأمازيغ، ورثت هذا التقليد عن الأجداد، حيث يُطلقون على هذه المناسبة اسم "إيغف ن أوسكاس"، التي تعني حرفيًا "رأس السنة الامازيغية". كما اشتهرت باسم "سبع خضار"، إشارة إلى طبق الكسكس التقليدي الذي يتم تحضيره في هذه المناسبة باستخدام سبع خضروات مما تجود به الأرض. وظل هذا الاسم الاخير الاكتر انتشار


وتتميز هذه العادة لدى امازيغ قبيلة ايت عطا صاغرو اضافة الى ما يصاحبها من دعوات كبار السن للعام الجديد بالبركة وازدهار حياتهم اليومية والزراعية بشكل اساسا  في هذه المناسبة، تتفرد قبائل أيت عطا بتقاليد تحمل بعدًا رمزيًا واجتماعيًا عميقًا. من أبرزها منح حضوة خاصة للفرد المحظوظ الذي يجد نواة التمر (إيغس) المدفونة وسط طبق الكسكس الاحتفالي. لكن ليس كلهم طبعا بل المحظوظين منهم هذا الشخص يُكرَّم بمنحه مفتاح "تساروت ن لخزين"، وهو مستودع المواد الغذائية للأسرة.

تقليديًا، 

كانت مسؤولية إدارة هذا المخزن العائلي تُسند غالبا إلى الجد أو الجدة، نظرًا لمكانتهما الاجتماعية داخل الاسرة الامازيغية العطاوية  وحكمتهما التي اكتسباها من سنوات طويلة من الخبرة. تُعتبر هذه المسؤولية رمزًا للثقة والاحترام، حيث يقوم الجد أو الجدة بتنظيم استهلاك الموارد الأساسية بعقلانية الموجودة في الغرفة الخاصة (كالطحين، السكر، الزيت، التمر، وغيرها) اي المواد الضرورية الاساسية التي تشكل روح وجود الاسرة ومخزونها الغدائي، لتفادي الأزمات التي قد تطرأ مثل الجفاف أو المجاعات. وتكون الجدة أو الجد هو حامل مفتاح المستودع(تساروت ن لخزين), وأحدهما غالبا من يحمل معه المفتاح ويعلق في ملابسه أو يوضع في حقيبته الخاصة،ولا يعطى لأحد من أفراد الأسرة ،حيث هو أوهي من يتولى مهمة فتح المستودع وإغلاقه ،وأي فرد يحتاج مادة غذائية أساسية يستشير الجد أو الجدة (حامل المفتاح),فلا يستجاب للطلب إلا بعد معرفة مدى واقعية الطلب ،(حاجة الزوجة للطحين ومواد أخرى لإعداد الخبر مثلا) ،أو وصول ضيف جديد.


طقوس الكبار والصغار

كانت الأسرة الأمازيغية في صاغرو تقدّر حامل المفتاح احترامًا كبيرًا، إذ يُعتبر مصدر الحكمة والمسؤولية. الكبار والصغار كانوا يطلبون المواد الغذائية منه بكل احترام، باستخدام عبارات تقديرية مثل:
"نرا كان أورن ألالة فاطمة" (نريد بعض الطحين يا سيدتي فاطمة).
"كي كان تيني أماحلو" (أعطيني بعض التمر، جدتي).
هذا الطقس كان يعزز الروابط الأسرية ويُنمّي الشعور بالمسؤولية والاحترام بين أفراد الأسرة.
مع مرور الوقت، بدأت بعض الأسر تُفوِّض مسؤولية مفتاح "لخزين" إلى زوجة الابن أو أحد أفراد الأسرة الذين يحظون بثقة الجد أو الجدة. ويمنع الاطفال من الولوج الى المخزون مخاف قيامهم بإفساد المواد الغدائية او استهلاكها بشكل المفرط او خشية تسرب بعض حيوانتهم الالفة الى المخزون نتجة ترك باب المخزن مفتوح عن غير قصد أو به ورغم ذلك، ظل التقليد الأساسي قائمًا، حيث يتم الحفاظ على احترام نظام المخزن وحماية موارده من الإسراف أو التلف.
كان أيت عطا الأمازيغ يفعلون هذا،نتيجة غلاء هذا المواد ونظرة بعضها ،وبعد الأسواق التي يترددون عليها في ما مضى.
فالكل داخل الأسرة العطاوية قديما،سواء في مخيماتهم في صاغرو أو في مداشرهم خلال بداية استقرارهم في الواحات،يقدرون الجدة والجد ويسعون دائما إلى التقرب منهما ،وكسب ثقتهما،فتجد الجميع يعظم مكانة الجدة  ،فتجد زوجات الأبناء يرددن (نرا  كان أورن أ لالة فاطمة,تلهو،تودة،عدجو،دهو،بزة...) ، أي "نريد بعض الطحين يا سيدتي  فلانة .." وترى الأحفاد الصغار يتوسلونها(ه) التمر "كي كان تيني أماحلو/باحلو),"إعطيني بعض التمر جدتي/جدتي),وبكل احترام وتقدير يفعل  كذلك الأبناء.

دلالات ثقافية واجتماعية

مناسبة "إيغف ن أوسكاس" ليست مجرد احتفال، بل درس ثقافي وأخلاقي عميق يُعلّم الأجيال الجديدة أهمية المسؤولية والعدالة. فكما اعتلى الملك الأمازيغي شيشناق عرش مصر وحاز على مفاتيح خزائنها، يتم تتويج فرد من الأسرة في هذه المناسبة بمفاتيح خزائنها، في محاكاة رمزية عريقة.
هذا التقليد يُبرز قيم التضامن، الحكمة، والتدبير التي تُعد أساسيات المجتمع الأمازيغي، مؤكدًا أن القيادة الحقيقية تأتي من احترام الأدوار المجتمعية، والعمل الجماعي، والإيمان بالحظ والإرادة الإلهية.

رغم تطور الحياة وتغير نمط العيش

 لا يزال سكان الأمازيغ  محافظين على هذه العادات والتقاليد التي توارثوها عن أجدادهم، ويحتفلون بها كل عام في 13 يناير. هذا التاريخ، الذي يصادف رأس السنة الأمازيغية، يمثل فرصة للأمازيغ للتعبير عن ارتباطهم العميق بأرضهم وهويتهم، واستمرارهم في إحياء قيم التضامن والمسؤولية داخل الأسرة.


تلاكلو: نظام أمغار بين التقاليد والحداثة

تنصيب شيخ القبيلة بتلاكلو

ذ . احمد وقادير / ذ. عيسى وبابا

 

يعتبر نظام"أمغار" (شيخ القبيلة) بدوار تلاكلو منظومة قانونية وتشريعية هدفها تدبير شؤون القبيلة. كما يعد هذا النظام من أقدم الأنظمة التشريعية عبر التاريخ، فمن خلاله يتم تسيير شؤون القرى في الحضارة الأمازيغية منذ قرون خلت. ويقوم على تعيين شخص من بين ساكنة القرية لتسيير شؤون القبيلة. هذا النظام يأتي مع ذكرى المولد النبوي الشريف في قبيلة تلاكلو، وهي إحدى القبائل الأمازيغية الواقعة في جنوب شرق المغرب في جهة درعة تافيلالت، تحديداً بين قبيلتي دوار آيت مناد وقبيلة دوار تغوليت ضواحي زاكورة. ويتولى الأمر من السنة التشريعية المحلية الممتدة من اليوم الموافق للمولد النبوي إلى نفس اليوم من السنة الموالية. ومن هنا يتبين أن هذا النظام ليس طقساً ليوم واحد ينتهي أمره بيوم تنصيب أمغار، بل يمتد على طول السنة التشريعية يوماً بيوم.


كانت طريقة تنصيب أمغار بأن يجتمع رجال القبيلة صباح يوم المولد النبوي الشريف في منزل الشيخ الذي انتهت ولايته لاختيار أحد الأشخاص من القبيلة الذي تتوفر فيه شروط خاصة، غالباً ما يكون أكبر سناً ومعروفاً بنزاهته وبرزانته وبحكمته وخبرته، ومشهوداً له بالصدق والأمانة، ليتولى منصب أمغار ليبتّ في المنازعات والخصومات بين الأفراد والعائلات، ويتخذ القرارات ويتولى أيضاً تمثيل القبيلة عند المفاوضات مع القبائل المجاورة الأخرى.

وتطورت مراسيم تنصيب شيخ القبيلة التي كانت تتم في وسط الدوار القديم (أماس نيغرم أقديم) لتصبح الآن تُنظَّم بالقرب من مسجد النور (المصلى)، وذلك بسبب عدة عوامل، من بينها انتقال أهل القبيلة من الدوار القديم إلى الدوار الجديد. يتم هذا الحدث بتجمع رجال القبيلة على شكل حلقة دائرية بعد صلاة العصر، حيث يجلس أفراد "تقسيمت" التي ستتولى الخلافة، ويطوف حولهم حشد من رجال القبيلة يتقدمهم إمام القبيلة مرددين الأهازيج والتهليلات. وعندما يحين الوقت، يقوم شيخ القبيلة الذي انتهت ولايته بإزالة وشاح المهمة أو نبتة البصا من رأسه ليضعها على رأس الموالي (أمغار الجديد). بعد ذلك يتوجه الجميع إلى منزل شيخ القبيلة الجديد لتناول وجبة التمور واللبن.


في اليوم الموالي لتنصيب أمغار، وتحديداً في الساعة الأولى من الصباح، يجتمع شيوخ القبيلة فرداً من كل بيت فرضاً عينياً في ساحة المصلى من أجل التداول في حسابات السنة التشريعية، تفصيلاً وتقييماً وتقويماً. حيث يتم تسليم السلط على مرأى ومسمع من الحاضرين بين الأمغار المنتهية ولايته والأمغار الجديد.


وتشتمل المسائل المسلمة على عدة ملفات، أبرزها حساب الصندوق والمالية العامة، سواء كانت بالفائض أو العجز. حيث يقدم كناشاً يحدد قيمة الميزانية، كما يتسلم مبلغ فائض الميزانية للسنة المنصرمة. كذلك نجد من بين الملفات: مفاتيح المنازل والمساكن التي تتولى القبيلة تسييرها، من قبيل دار القبيلة والمسجد وبيت الخزين... كما يتم تسليم دفتر القوانين التي سطرتها القبيلة، وهي بمثابة دستور يحكم شؤونها ويحتكم إليه الجميع عند الاقتضاء.



يتولى أمغار منصبه تطوعاً دون أجر أو تعويضات، ويمثل أمغار السلطة العليا للقبيلة. ويكون مهيب الجانب يحتكم إليه السكان للفصل بينهم في نزاعاتهم وخصوماتهم العامة والخاصة وقضاياهم المختلفة. أمغار ليس طقساً عابراً، بل تاريخ يتجدد أمام أعيننا كل عام، لا يمكن تجاوز موعده ولا مخالفة مخرجات اجتماع العامة التي تنعقد يوماً بعد التنصيب. ويتولى كذلك إدارة مستجدات وقضايا القبيلة لاتخاذ القرارات المناسبة. وفوق كل هذا ينبغي له أن يكون دبلوماسياً قادراً على التفاوض بنجاح مع أمغارن القبائل المجاورة عند المنازعات بين القبائل.


مع انطلاق الجلسة في اليوم الموالي، يبدأ الحاضرون بإثارة كل القضايا والمسائل التي تستوجب تدخلاً تشريعياً وتقنيناً. فتتبادل الآراء بينهم، بين مؤيد لفكرة تقنين النوازل ووضع الحدود لها (عقوبات)، وآخرين يعتبرونها لا تستوجب عقوبة كبيرة أو يعتبرونها حرية، كما قد يصفها البعض بأمر يجب ضبطه. وهكذا حتى تتم المصادقة النهائية على القانون الجديد. إلى جانب القوانين والتشريعات الجديدة التي تأتي تبعاً للعولمة والتطور الذي يعرفه المجتمع، نجد كذلك من بين ما يناقشه الجمع العام مسألة تعديل القوانين الموجودة بالإلغاء أو التغيير أو التكييف.


وفي الختام، يتبين من خلال أشغال الجمع العام لقبيلة تلاكلو أن هذا الحدث يُعد محطة تشريعية لها كامل الصلاحيات في إصدار التشريعات والقوانين التي تضبط شؤون القرية، مما لا شك فيه أنه يساهم في تماسك المجتمع وإعلاء صوت الحق والقانون.


وتجدر الإشارة إلى أن نظام شيخ القبيلة (أمغار) كان معمولاً به لدى جل القبائل الأمازيغية بالمغرب في سوس والأطلس المتوسط والريف أيضاً. ومن هنا تتجلى عبقرية المجتمع الأمازيغي قديماً في تنظيم نفسه ذاتياً دون الانزلاق للفوضى، حتى عند انعدام سلطة مركزية أو خارجية. ولكن للأسف، هذا النظام العريق يكاد يختفي اليوم بعد الهجرة المكثفة نحو المدن وبعد شمول سلطة الدولة لجميع مناطق المغرب النائية.


نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.