"الأعراس الجماعية في تلاكلو: إرث ثقافي يتحدى الزمن ويجمع القلوب بعد عيد الأضحى"
يبدأ اليوم الأول من الأعراس بعادة تدعى "إفيف" وهي قيام مجموعة من النسوة من عائلات الأزواج بغربلة الدقيق في منزل العريس صباحا وفي المساء تبتدأ أولى العادات الرسمية للزواج المساة " تيتي الحنا" او ما يمكن ترجمته بضرب الحناء وتكون في منزل الزوج بعد العصر وتقوم خلالها أم العريس بوضع قليل من الحناء على عروسة ابنها ويلتف حولها نساء وفتيات من كلا عائلتي العريس والعروس يرددون ألحانا محلية يتمنين فيها للعريسين حياة سعيدة ويدعون له بالرفاه والبنين وتقف العازبات خلف العروس متمنيات لنفوسهن اجتياز المشهد في العام المقبل. تتكرر هذه العملية في كل منازل العرسان وتستمر تقريبا إلى غاية صلاة المغرب وتتخللها أصوات المفرقعات النارية التي تعتبر بمثابة إعلان عن الزواج ويطلقها عادة "أسناي" وهو وزير العريس طوال مدة العرس وقد يكون برفقته بعض من أصدقاء العريس المقربين. وفي اليوم الثاني تبدأ عادة "أسراس" وهي الحطان بالمصطلح الدارج، لكن هناك اختلاف كبير بين مختلف المناطق في هذه العملية/ العادة، حيث بخلاف المناطق المغربية التي تعتمد على النقود وجمعها للعريس، فإن سكان تلاكلو في تميزهم عن الجميع يقومون بجمع القمح والشعير وربما بعض المنتجات الفلاحية المتوفرة حسب الموسم الفلاحي وجودته، ليأتي المساء بعد صلاة العصر ، فيكون الجميع في انتظار أهم عادة في المناسبة وهي بالمحلية "

وفي المساء يستبق الرجال إلى منازل العروس لتناول وجبة تعد خصيصا للمناسبة ولا تتكرر، وهي عادة " أرتاب" ، يشرب فيها الشاي ويتم تقديم صحن كسكس يكون مليئا بالبيض وبعض التوابل منها ما هو محلي يترك للمناسبة وأهمها "الشكوة" التي تتوسطه ، وهذه العادة هي تسبق ما يسمى "تنايت" أو الركوب بالمعنى الدارج، هي أهم ما في العرس التقليدي عند أهل الدوار عامة وتشير إلى ركوب العروس في وسيلة نقل كانت هي الدواب قديما فتركت مكانها للسيارات، يتم نقل الزوجات على متن تلك الوسائل ويتم تقديمهن لأزواجهن في إشارة إلى خروج العروس من بيت أبيها إلى بيت زوجها وبداية حياة جديدة. هذه العادة التي تعلن عن قرب انتهاء الحفلات يجتمع فيها ما تغرق في غيرها، حيث الجميع يخرج ذلك اليوم للاحتفال والإستمتاع ومشاهدة مختلف المفرقعات التي تزين سماء المصلى مكان انطلاق تنايت،
![]() |
الباحث يوسف وفقير |