"المسار الفني لإبراهيم بن جعفر ومحمد أمين الشقروني بين التراث والإبداع"
بصوت يحمل نَفَس الصحراء وصدق الانتماء، يواصل الفنان إبراهيم بن جعفر، ابن الجنوب المغربي، رحلته الفنية المتميزة، التي تجمع بين الأصالة والابتكار. فقد بصم مساره بأعمال موسيقية استلهم فيها من عمق التراث المغربي، خصوصًا من الموسيقى الحسانية وموسيقى كناوة، في إطار المقام الموسيقي الخماسي، كما جسّد ارتباطه الروحي بزاوية سيدي صالح التي ينحدر منها.
من أبرز أعماله أغنية "الصحرا صحرتنا" التي أُنجزت بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، إلى جانب أغنية "ندي سلامي" و**"يا اللي زايرين النبي"** بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، والتي تعاون فيها مع الفنان والعازف محمد أمين الشقروني، ليقدما معًا لوحات فنية تمزج بين الكلمة الهادفة واللحن الأصيل. وقد جرى تسجيل هذه الأعمال وتوزيعها الموسيقي باستوديو "TO More" بالرباط، تحت إشراف لحسن فكاك.
ولم تتوقف إسهامات الفنانين عند حدود الإبداع الفردي، بل شكّلت مشاركاتهما محطة أساسية في عدة تظاهرات فنية وطنية وجهوية، منها:
مهرجان موسيقى الطفولة والشباب بقاعة باحنيني بمدينة الرباط.
المهرجان الجهوي لموسيقى الشباب بدار الشباب بوتلامين بمدينة الراشيدية.
المشاركة لثلاث مواسم متتالية في برنامج تيمسيزوارين على القناة الأمازيغية.
إحياء أمسيات وأنشطة ثقافية داخل المؤسسات التعليمية والاجتماعية بالإقليم.
إلى جانب ذلك، ينشط الفنانان في مجال التأطير الموسيقي، حيث يعمل إبراهيم بن جعفر أستاذًا مؤطرًا لمادة التربية الموسيقية بمدرسة جذور الصحراء بمحاميد الغزلان، ومؤطرًا لورشات الموسيقى في المخيمات التربوية ومؤسسات الرعاية الاجتماعية.
أما محمد أمين الشقروني، فهو كاتب وملحن، أستاذ التربية الموسيقية بالمدارس الخاصة، ومسؤول فني لمجموعة شذى الريحان الفنية، ورئيس جمعية ريماس للتنمية الثقافية والفنية. ساهم في تنظيم عدة مهرجانات خاصة بالمديح النبوي، وقدّم إنتاجات تعنى بالطفولة، بالإضافة إلى تأطيره لورشات الموسيقى بالمخيمات الصيفية بعدة جمعيات وقطاعات خاصة. حصل على عدة جوائز وطنية ودولية في مجال المديح النبوي ومجال الطفولة، كان آخرها في المهرجان الدولي لموسيقى وأغنية الطفل المنظم من طرف جمعية العدوتين بالرباط.
تُبرز هذه التجارب المتنوعة صورة فنانين شباب يسهمون بجدية في خدمة الثقافة الموسيقية الوطنية، عبر الجمع بين الأغنية الملتزمة والتراث الموسيقي المغربي المتعدد الروافد، مما يجعل منهما نموذجًا مشرفًا لجيل جديد من الفنانين الذين يحملون رسالة الفن الهادف والملتزم.
